(عيد التجلي ـ الكشف الالهي )
عيد التجلي نحتفل به في السادس من آب من كل عام .. ان مناسبة التجلي و الدنح متشابهتان في المعنى ولا نستطيع أن نفصلهما عن بعضهما .
التجلي، هو يوم الكشف الإلهي، وإعلانهوية يسوع الحقيقية لبني البشر من قِبَل الله الآب، بحضور موسى وإيليا ممثلي أنبياءالعهد القديم. لقد شهد الله ببنوة يسوع وأظهر له مجده بهذه الصورة الإلهية البهية،فكيف نشهد نحن اليوم بهوية يسوع في عالمنا ، ونحتفل بهذا العيد مع كل من اسمه غير اسم قديس وهذه الاسماء كثيرة وهي أكثر من أسماء القديسين ..
وعيد التجلي الذي يرمز إلىعودة المسيح محاطا بإيليا وموسى.
نحن اليوم أمام مشهد الهي رائع، بلغة اليومنستطيع أن نقول أنه مؤتمر الهي، هدفه الأساسي هو إثبات بنوة يسوع الإلهية. وحصوليسوع على الإقامة الدائمة في المجد الإلهي المزمع أن يشارك في ازدياد تألقه... "بعدستة أيام صعد يسوع إلى الجبل..." ستة أيام من ماذا؟.. من اعتراف بطرس في قيصريةفيليبس "أنت هو المسيح ابن الله الحي"... بطرس هنا يريد مرة أُخرى أن يسير بحسبالفكر الإنساني البعيد عن إرادة الله الحقيقية... لذلك يدعو إلى صنع ثلاثة مظالليسوع وموسى وإيليا، أنه يريد أن يُسمر يسوع على الجبل، ويسوع يرفض هذا التسميرالسابق لأوانه، من جهة أُخرى يحاول بطرس البقاء في الجبل ليتمتع بهذا المنظر البهيجلوحده وبعيدا عن العالم الإنساني، أن مجد الله الحقيقي يتجلى في عالمنا الإنسانيوكل الناس مدعوين للمشاركة فيه.
في أحيان كثيرة نرفض تقديم تضحيات، كمثل بطرسالذي يرفض كلام يسوع عن الألم والموت، ولكن لنتعلم بأن الحياة قد تطلب منا ثمناقاسيا من أجل أن تتبدل، وأن التضحيات من دون المقاصد العليا ليس لها أيمعنى.
يجب أن نحذر من أن نبني لأنفسنا فردوسا وهميا زائلا، كمثل ما أراد بطرسأن يصنع على الجبل، فليس هناك عقاب أشد قساوة من أن يكون الإنسان وحدة في الفردوس،فالفردوس هو دائما حقيقة جماعية، المطلوب منا اليوم أن نردد دائما أبدا أنت المسيح ابن الله الحي.
علينا أن ننزل من جبالناالوهمية، وأن نتعامل مع الحياة بواقعية أكثر، وأن كان هناك في الحياة تجليات ورؤى،فهي ليست الهدف بل هي بمثابة القوة التي تدفعنا للتقدم بثبات نحو ما أراده ويريدالله لنا، فأن تحقق نجاحا هذا شيء جيد ولكن الأهم هو المحافظة عليه، لا تحنيطهوتجميده، وهذا ما أراده يسوع من بطرس ومنا أيضا.
مجد الله هو الإنسان الحي كمايقول القديس ايريناوس، الإنسان الذي يجمع في كيانه ويعيش حياته بموجب وعلى مثالحياة يسوع، الذي أسلم كل شيء لتدبير الله حتى الألم والموت. عندها فقط نكون مؤهلينللمشاركة بالمجد الإلهي وأن نتمتع به على الدوام في الفردوس الحقيقي الذي أعدهالله لنا.
لقد استخدم الله هذه الطريقة لإعلان هوية الابن، نحن اليوم أي طريقةنستخدم، للشهادة ليسوع وهويته الإلهية، لنتأمل ونفكر في طريقة مقبولة من الله والإنسان...